و أنت تملك الدعاء ، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، و تحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ، و معك الثلث الأخير من الليل ، و لديك ساعة تمريغ الجبين في السجود .
فإن الله خلق لك الأرض و ما فيها ، و أنبت لك حدائق ذات بهجة ، و بساتين فيها من كل زوج بهيج ، و نخلاً باسقات لها طلع نضيد ، و نجـوما لامعات ، و خمائل و جداول ، و لكنك تحزن .
أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، و الريح الصرصر كيف تسكن ، و العاصفة كيف تهدأ ؟! إذاً فشدائدك إلى رخاء ، و عيشك إلي هناء ، و مستقبلك إلى نعماء .
فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك ، فلا تنفق أيامك في الحزن ، وتبذر لياليك في الهم ، و توزع ساعاتك على الغموم ، ولا تسرف في إضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين ، كن مع الله بالصدق والعبادات ومع الناس بالإنصاف ومع النفس بالقهر ومع العلماء بالتواضع ومع الشيوخ بالخدمة ومع الوالدين بالإحسان ومع المحتاجين بالعون ومع الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنه.....